الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد، فإن طرق محاربة الإسلام متعددة، وقد بدأت منذ بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولا تزال حتى الآن، وإن تغيرت أشکال الحرب ضد الإسلام والمسلمين وقد کان من أشدها ضراوة – وإن کانت ناعمة في نفس الوقت- ما يسمى بالتبشير أو التنصير، وقد انتشر ذلک العمل التنصيري وتغلغل في أرجاء العالم الإسلامي وغير الإسلامي، وقد واجهته عقبات ومعوقات متعددة اعترف المنصرون بها وعانوا منها، وحاولوا تذليل تلک العقبات والقضاء على المعوقات، وقد تتبعت أقوالهم من خلال مؤلفاتهم أو ما نقل عنهم فيما يخص موضوع هذا البحث وهو/ معوقات العمل التنصيري وسبل تعزيزها في مواجهة التنصير، فوجدتها کثيرة ومتنوعة صرح بها المنصرون في اجتماعاتهم ومؤتمراتهم ولقاءاتهم، وخرجوا بمقترحات للقضاء على تلک المعوقات، لذا قمت بجمع أهمها مما تيسر جمعه، وحاولت جاهدا تصنيفها، ثم أردت تجميع وبناء ما فککه – أو حاول تفکيکه - العمل التنصيري من معوقات، واقترحت إعادة تقويتها، خصوصا التي عانى منها المنصرون، لتکون حجر عثرة في طريق التنصير. ومن الجدير بالذکر أن الترکيز على المعوقات التي أشار إليها المنصرون في هذا البحث، تحدونا أن نقوّي حائط الصد ضدهم في هذه المناطق التي أشاروا إليها، وفي ذات الوقت يحتم علينا أن نعمل جاهدين على اکتشاف بقية المعوقات التي تعوق العمل التنصيري لتقويتها وتعزيزها أيضا ضد هذا العمل الذي يتنشر في الأمة انتشار النار في الهشيم.
إن نجاح أي عمل يستلزم الإعداد له إعدادا يتناسب مع مکانته وأثره، والدعوة إلى الله لا ينافسها عمل آخر في مکانتها وعظيم أثرها في الدنيا والآخرة. ومن هنا کانت الحاجة ماسَّةً ومُلِحَّة لتناول موضوع إعداد الدعاة بين الحين والآخر، تناولا شاملا لکافة جوانب الإعداد؛ تذکيراً بأهمية إعدادهم باعتبارهم العنصر الفعال والمؤثر في الدعوة إلى الله، ومتابعةً لما تم إنجازه من توصيات سابقة خاصة بهذا الموضوع، ومواکبةً للمستجدات التي ينبغي أن يواکبها الدعاة إلى الله تعالى، وتراعيها المؤسسات الدعوية في عملية إعداد الدعاة. يقول الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله -: " إن تکوين الدعاة يعني تکوين الأمة، وأثر الرجل العبقري فيمن حوله کأثر المطر في الأرض، وأثر الشعاع في المکان المتألق، والأمم العظيمة ليست إلا صناعة حسنة لنفر من الرجال الموفقين، ومن ثمَّ فإن سبيل النهضة الناجحة لا يتمهد إلا إذا استطعنا بناء جماعات من الدعاة تکون بمثابة طلائع من النور في أمة طال عليها الليل، وبوادر اليقظة في أمة تأخر بها النوم ". إن الاهتمام بإعداد الدعاة ينبغي أن يتناسب مع جليل رسالتهم، وعظيم آثارهم، " فالداعية هو العامل الفَذُّ الذي ينفرد بالتأثير والتوجيه في عملية الدعوة، إذ لا يشارکه في ذلک – عادة – منهج موضوع ، ولا کتاب مقرر، ولا جو، ولا إدارة، ولا توجيه، کما هو الحال في مؤسسات التربية والتعليم. فالداعية وحده – في غالب الأمر – الإدارة والتوجيه، والمنهج والکتاب، والمعلم، وعليه وحده يقع عبء هذا کله.
إن الثقافة الإسلامية هي الإلمام بالواقع، وعلى المسلم الداعية أن يکون مثقفاً ملماً بواقع عالمه الإسلامي وعارفاً لواقع أهله وعشيرته وأن يکون إنساناً أمة أي قدوة فثقافتنا الإسلامية هي أن يکون الإنسان عارف أي ذو فکر يميز به من واقع تراثه الإسلامي ومن واقع بيئته بعد أن يعرف، فالإسلام لا يريد للإنسان أن يکون محدود الثقافة، فلابد من المسلم أن يکون ايجابياً في کل شيء يعطي من فکرة، فلا يکون خاوياً ولا يکون على شيء محدود في المعرفة حيث يکرره في کل موقع. فالإسلام ثقافة، ويأمرنا القرآن الکريم ليزيده العلم، وبالتالي أن تکون على ثقافة في فقه العبادات والمعاملات واللغات المختلفة، فالصحابة رضي الله عنهم کانوا على ثقافة ودراية عالية ونحن اليوم نعيش عصر الصراعات في الأيدلوجيات المختلفة وتداخل الثقافات إذاً لابد من ثقافة إسلامية على منهجية ثابتة تقابل دخول الوارد من الثقافات المختلفة التي لا تتناسب مع فطرة المسلم. ولهذا اخترت بحثي هذا في الثقافة الإسلامية أسأل الله تعالى التوفيق
هناک من الأشخاص من اختلف العلماء في نبوتهم، سأذکرهم وأحقق النظر في اختلافهم هذا، فهو لب هذا البحث ومادته، وأرجح ما ظهر لي بالدليل، ولن أناقش هنا من اختلف في نبوتهم إلا من ذُکِر في الکتاب والسنة، أما من اختلف في نبوته ولم يذکر فيهما فلن أذکره هنا، لأن هذا الاختلاف لا يعتد به. وأود أن أشير إلى أن اختلافهم هنا لا يُقطع فيه بأن هذا القول هو الصواب، والآخر هو الخطأ، ولا يُعدُّ قول المخالف ضلالًا وابتداعًا في الدين، بل غاية الأمر أن يُقال: هذا القول راجح، وذاک القول مرجوح، وهذا أصح من ذاک. وقد نظم جلال الدين السيوطي في بعض من اختلف في نبوته، فقال: واختلفت في خـضـر أهل النقـول قــيـل نـــبـــي أو ولـــــي أو رســــــــول لـقـمـان ذي الـقـرنـيـن حـواء مـريــم والوقـف في الجميع رأي المعظم ويعتبر هذا البحث بِکْر، لم يتطرق إليه أحد من الباحثين المعاصرين - فيما أعلم - على وجه التفصيل، وهو محاولة تعيين وإثبات من اختلف في نبوته وبيان أقوال علماء الإسلام في ذلک والنظر في أقوالهم وأدلتهم، ثم أذکر الرأي الذي أميل إليه، مبينًا الأدلة التي بنيت عليها هذا الرأي، وهو ما جعلني لا أحيد عن تفسير وتأويل العلماء للآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتعلق بهذا الموضوع، ورأيتُ أن أذکر الأخبار التي ذکرها الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم عن أي واحد منهم، وأن أقصُرَ البحث على ذلک.
فهذا بحث حول التکييف الفقهي للتأمين التعاوني حيث أصبح منتشراً في العالم, وشمل کثيراً من جوانب الحياة, ومسائله وصوره تتجدد بشکل مستمر, وکثر الجدل والنقاش في بعض صوره وعقوده, مما تطلب دراسة موضوع التأمين التعاوني دراسة شرعية وافية, والتکييف الفقهي هو رکيزة هذه الدراسة وأساسها, حيث يحدد ماهية هذا العقد, ومن ثم الحاقه بنظائره في الفقه الإسلامي. وأسأل الله تعالى أن يکسو عملنا في هذا البحث ثوب الاخلاص، وأن يلهمنا الصواب، وأن يعصمنا من الزلل والخلل في القول والعمل، إنه حسبنا ومولانا، فنعم المولى ونعم الموفق والنصير.
يتناول هذا البحث حکم الذهان وأثره في عقد النکاح والذهان Psychosis هو اضطراب عقلي خطير، يؤدي بصاحبه إلى تعطيل إدراکه واستيعابه وذاکرته، وعجزه عن رعاية نفسه، أي إلى الجنون، کما يصيب الشخصية والسلوک بالتفکک والاضطراب، لذا يمنع المذهون أن تکون له علاقة بالآخرين، وهو لا يعي أنه مريض فهو فاقد الاستبصار، وتأتيه هلوسات وهذاءات. وهذا المرض يندرج تحته عدة أمراض عقلية وقد أفاض الحديث عنها الدکتور/ أنور البنا، فقال: جنون الهوس والاکتئاب Manic-depression Psychosis هذه المجموعة من الأمراض تمثل اضطرابًا أساسيًا في العاطفة، يتبعه اضطراب في التفکير والسلوک الحرکي: سرعة ( هوس )، أو إبطاء ( اکتئاب )، وهي تشمل طورين إکلينيکيين، يتناوبان بانتظام أو بغير انتظام، وأحيانًا لا يظهر طوال حياة المريض إلى طور واحد. تعريف ذهان الهوس والاکتئاب: هو مرض ذهاني، يشاهد فيه الاضطراب الانفعالي المتطرف، وتتوالى فيه دورات متکررة من الهوس والاکتئاب، أو يکون خليطًا من أدوار الهوس والاکتئاب، وقد يتخللها فترات انتقالية يکون فيها الفرد عاديًّا نسبيًّا، هذا وکثيرًا ما تتعاقب حالات الاکتئاب والهوس على المريض الواحد، على هيئة نوبات أو دورات، قد تفصل بينها فترات شفاء، وعندئذ يصدق على هذه الحالة تسميتها بالجنون الدوري. هذا وتبلغ نسبة انتشاره بين الشعب حوالي 0.5 – 1 %، ولکنه يکثر بين المثقفين والطبقات العليا... کذلک فإن نسبته تزيد في النساء أکثر من الرجال، ولا يحدث هذا المرض إلا نادرًا قبل البلوغ... ويزيد انتشاره کلما تقدم سن الفرد.
فإن أعظم وظائف الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بيان التوحيد وزرع الإيمان الصحيح بالله تبارک وتعالى في قلوب الناس وعقولهم ومحاربة ما يضاد ذلک أو يفسده أو يقلل من عمقه في وجدان الناس.. وورثة الانبياء من العلماء العاملين عبر التاريخ يحافظون على أداء هذه الوظيفة الشريفة الرفيعة. وأخطر علم يمارس أو يُعَلم أو يُنَفذ إضراراً بالعقيدة والحياة العامة للناس والخاصة بالأسر والأفراد هو علم السحر بأنواعه وتوابعه لما له أثر سيء على نفوس الناس وأرواحهم وأبدانهم علاوة على صحة إيمانهم وسلامة عقائدهم. وإني لما قرأت مقالا في موقع الکتروني بعنوان: أول بحث حول کتابة الطلسمة في موريتانيا أو سر الحرف لکاتب موريتاني خاص بموقع (المدى)تحدث فيه کاتبه عن وجود هذا العلم الذي يسمونه: سر الحرف أو العلم المکتوم، وتناول نشأته في موريتانيا وأن هناک أسراً صوفية عريقة في هذه العلوم التي يسميها العلوي الشنقيطي بعلوم الشر وتداول أسر عريقة له حتى عرفت بالتباهي به وهي مع ذلک من حملة الزوايا والطلبة المعروفين بالعلم والتدين فلما رأيت ذلک المقال وما فيه من تبني بعض الموصوفين بالعلم والدين له استغربت ذلک جداً، وتذکرت کتاب رشد الغافل للعلامة سيدي عبدالله بن الحاج إبراهيم وأثره في الوقوف في وجه هذه الضلالات والکفريات في منطقتنا في وسط بلاد شنقيط کتکانت والرقيبة وتأسفت أنه لم يوسع التعريف بهذا الکتاب وينشر نشرةً تنفر الناس من ادعاء هذه الفنون المضرة بالعقيدة عند الاعتقاد فيها والمضرة بالنفوس عند تداولها، وبالمجتمع عند تفشيها. فقررت أن أکتب بحثاً أتناول فيه التعريف بالمؤلف والکتاب ومنهجه في نقد هذه العلوم التي يسميها علوم الباطل وأصول علوم الشر، وأدرس أهم أصول ذلک العلم من خلال دراسة علمية مقارنة بين کلامه هو وتناول العلماء السابقين له. واخترت له عنوان: (العلوي الشنقيطي ومنهجه في نقد علوم الباطل "السحر وأنواعه وتوابعه")
لقد اهتمت الدراسة ببحث ماهية اختطاف الرهائن ، وضوابط الاختطاف ودوافعه ،وکذلک تم بيان الظروف التي يبرر فيها اختطاف الرهائن ، وأنه يتم في حال الحرب ، وليس في جميع الظروف والأحوال ، واهتمت الدراسة ببيان سلطة ولي الأمر في هذا الشأن، وأن الاختطاف للرهائن لا بد أن يتم بعلمه ، وکذلک بحث الحقوق الواجبة للرهائن المختطفين والتي يجب على الخاطفين مراعاتها وتنفيذها ، هذا وقد اتبعت منهج الاستقراء من خلال بحث مفردات الدراسة في المصادر التي اهتمت بهذا الموضوع ، وتخريج الأحاديث من مظانها ، وکذلک عزو الآيات إلى السور التي أخذت منها ، ومن ثم إعداد فهرس لموضوعات البحث ، وقد توصلت إلى جملة من النتائج منها، أن الاختطاف للرهائن يجوز في ظروف الحرب دون السلم ، وأن ذلک مشروط بعلم ولي الأمر ، وأن الغاية من اختطاف الرهائن تتمثل بإرهاب العدو ، وتحرير الأوطان . Abstract The study focused on examining the nature of hostage-taking, its constraints and motives as well as the circumstances justifying this act, particularly in the event of war and not in other situations. The study also focused on the guardian's authority in this regard, and that any act of hostage-taking should not take place without his full knowledge. Also, the survey examined the due rights of the hostages abducted which the kidnappers must observe and implement. Accordingly, induction approach has been followed by this research in examining the terms of the study in the sources that had been interested in this field, quoting Hadiths (prophet's sayings), and attaching each verse to its Surah (chapter in the holy Koran); Then prepare a table of contents of the research paper. I have reached a number of conclusions, including the kidnapping of the hostages may be in conditions of war not peace, with the knowledge of the guardian as a condition; and that the motive behind the act of hostage-taking is to terrorize the enemy and liberate nations.
الـتأمين الإسلامي أو التکافلي، يهدف إلى تقديم الخدمة التي يقدمها التأمين التقليدي للمسـتأمن (حامل الوثيقة) بطريقة تعاونية مشروعة خالية من الغرر المفسد للعقد والربا وسائر المحظورات، وذلک بتقديم المستأمن اشتراطات متبرعاً بها کلياً أو جزئياً لتکوين محفظة تأمينية تدفع منها العويضات عند وقوع الضرر المؤمن ضده. إن غياب التشريع المنظم لأحکام التأمين التکافلي کان سبباً واقعياً في قبول شرکات التأمين التکافلي الخضوع في أعمالها و خدماتها و منتجاتها الإسلامية إلى أحکام قانون التأمين التجاري المعمول بها في مختلف البيئات الإقتصادية، مما دفع الباحثين إلى القول بإزدواجية التعريف و الأرکان و الأسس و الشروط و الخصائص المتعلقة بالتأمين التکافلي. إلا أن التعويض الذي سيتفاضاه المؤمن له من شرکة التأمين تنفيذاً لإلتزامها المترتب بمقتضى العقد عند تحقق الضرر المؤمن ضده هل يسطبق بشأنه القواعد المقررة للتعويض في التأمين التجاري؟ و تتبع هذه الفرضية من الحقيقة في أن نية التکافل التي يقوم عليها التأمين التکافلي تشکل الأساس في تحديد مبلغ التأمين و التعويض القائم على مبنى سد الحاجة و دفع أثر المخاطر و الکوارث، و ليس مجرد مبلغ التبرع الذي يمثل قسط التأمين؟ ومن هنا نتبع أهمية دراستنا لموضوع : أحکام التأمين التکافلي الإسلامي- دراسة شريعة تأصيلية والذي سوف نتولى دراسته في خطة ثنائية من خلال فصلين : نتناول في المبحث الأول : ماهية التأمين التکافلي المطلب الأول : مفهوم وخصائص التأمين التکافلي. المطلب الثاني : أنواع التأمين التکافلي. المطلب الثالث : ذاتية التأمين التکافلي (الفروق بين التأمين والتقليدي والتأمين التکافلي) ونتناول في المبحث الثاني : شرعية التأمين التکافلي وتطبيقاته المطلب الأول : الفقه الإسلامي وتطبيق مبدأ التعاون في التأمين. المطلب الثاني : الحکم الشرعي للتأمين التکافلي. المطلب الثالث : تطبيقات للتأمين التکافلي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعـد يعد علم قواعد الترجيح علم قائم بذاته ، وإن کان له ارتباط وثيق بعلوم أخرى ، ويستمد من أمتن العلوم بعد اعتماده الکبير على النظر في کتاب الله تعالى وسنة نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- وهو علم ظهر جلياً في العقد الأخير من العصر الحاضر ، وقد رست على شواطئه سفن الباحثين ، تنهل من معينه ، وتبحث في أقوى الأقوال في تفسير کتاب الله تعالى ،والنظر في اختيارات المفسرين ، وقد تباينت طرق و مناهج المفسرين في النظر في القواعد ، و قد سار غير واحد من الباحثين في النظر في القاعدة ،و تطبيقها على کتب التفسير أو النظر في منهج مفسر من خلال إعادة النظر في قواعد الترجيح التي سلکها ، وهذا المنهج بحاجة ماسة للتجديد لذا کان من أسباب اختيار البحث توجيه الباحثين إلى ميادين أخرى في الترجيح ، و ضرورة ربطه بأصول الفقه ، وما کتبه الأصوليون .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد r وعلى آله وصحبه أجمعين... أما بعـــد: تعد کتب التراجم منجمًا علميًا بما تضمنته من العديد من المعلومات التي تحتاج إلى التنقيب والبحث وإعادة صقلها في قالبًا يکشف لنا جانبًا مهمًا من جوانب الحياة التي يعيشه المترجم له فقد قدمت لنا ملامح عن حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية وأعطت تصورًا عن البيئة والعصر الذي عاشوا فيه. وفي هذا البحث نسلط الضوء على الموارد، والوظائف الاقتصادية، وطرق کسب الرزق للعلماء من خلال أحد أهم کتب التراجم إلا وهو "سير أعلام النبلاء" والذي يعد مادةً تاريخية کبيرة وسفراً عظيماً في کتب التراجم، بل وأفضل ما صنف في هذا المجال وأشملها بما حوى عليه من تراجم للصالحين، وأخبار العلماء والعاملين وقادة الجهاد المخلصين. ويتطلب بحثنا هذا: مقدمة عن أهمية کتاب سير أعلام النبلاء، تليه ترجمة مختصرة للإمام الذهبي، ثم ذکر لتقسيمات وظائف العلماء، من: دينية، وسياسية، والمهن والحرف، والمورد الآخر للکسب، ثم الأزمات التي تعرض لها بعض من علماء ذلک العصر.
يهدف هذا البحث إلى معرفة مفهوم المخدرات وحکمها في الإسلام، وتوضيح دور مؤسسات التربية الإسلامية في مکافحتها. کما يهدف هذا البحث إلى بيان أضرا ر المخدرات على الفرد؛ کالأضرار الصحية والنفسية، والاجتماعية ، وأضرار على المجتمع کالأضرار الاقتصادية التي تؤثر على اقتصاد الدولة. ولتحقيق أهداف البحث عمدت الباحثة إلى استخدام المنهج الوصفي التحليلي. وقد خلصت الدراسة إلى أن المخدرات هي المادة الکيميائية التي تسبب للإنسان فقداناً للحس والعقل معاً، وأنها محرمة في الإسلام. وإن للمخدرات أضراراً کبيرة على الفرد وعلى المجتمع، کما أن لمؤسسات التربية الإسلامية الدور الفعال في محاربتها؛ کالأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام. Abstract This research aims to know the concept of drugs and its rule in Islam , and to clarify the role of Islamic education institutions in fighting drugs . This research also aims to clarify psychological, social ,economical, and healthful harm effects of drugs on individual which affect the economy and security of the state . To achieve the goals of the research, two researchers proceeded to use descriptive analytical method . The study concluded that drugs is a chemical substance which causes human loss of sense and reason together. As we mentioned before drugs have bad affects on society and family , so Islamic education institutions have an active role in fighting drugs such as (,family school ,mosque ,and media ).
لقد حفظت لنا المصادر التاريخية المعاصرة لهذه الفترة عدداً لا يستهان به من المجاورين الذين جمعوا بين العبادة وفعل الخيرات، وبالتالي التخفيف على أهالي الحجاز من الأزمات التي کانت عادة ما تعصف بهم وتؤثر عليهم. 1- أثر العلماء المجاورين في إثراء الحرکة العلمية في المجتمع المکي: کان العلماء يفدون إلى مکة المکرمة من جميع الأقاليم الإسلامية؛ ليلبوا داعي الله ويؤدوا الفريضة التي أمرهم بأدائها. قال تعالى { وَأَذِّن فِى ٱلنَّاسِ بِـﭑلْحَجِّ يَأْتُوکَ رِجَالاً وَعَلَىٰ کُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن کُلِّ فَجٍّ عَميِقÇÈلّيَشْهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ وَيَذْکُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِىۤ أَيَّامٍ مَّعْلُومَـٰتٍ... }. لذلک أصبح موسم الحج فرصة ثمينة للقاء العلماء والفقهاء من کافة الأقطار الإسلامية کافة, لأنهم کانوا يتدارسون العلوم المختلفة فيما بينهم, ويأخذون عن بعضهم کثيراً من العلوم المتنوعة, کالتفسير والحديث والفقه والعربية, ثم يعود أکثر هؤلاء العلماء إلى بلادهم وهم يحملون معهم ما وجدوه بمکة من کتب وعلوم ومعارف وأحاديث کانت لهم من أغلى الکنوز وأندر الجواهر التي يمکن أن يحملها معه الشخص عند عودته إلى موطنه, أما بعض هؤلاء العلماء، فکان يفضل الإقامة والبقاء بجوار بيت الله الحرام. ومن هنا نشأ ما عُرف في التاريخ الإسلامي باسم المجاورة, فکانت الغاية من هذه المجاورة الانقطاع والعبادة والطاعة وطلب العلم والمعرفة بجوار بيت الله الحرام. ولقد کان لهؤلاء المجاورين دورهم المؤثر والملموس وأثرهم العلمي الکبير بمکة المکرمة حيث أسهموا بشکل إيجابي في النهوض بالحرکة العلمية الموجودة بها, وهذا جعل مکة المکرمة في تلک المدة تصبح واحدة من البلدان التي تُشد إليها الرحال لطلب العلم, وتقصي المعرفة.
إن ستنباط المعاني الخفية منتظم مع بيان المعاني الظاهرة في کتب التفسير عبر عصور التأليف فلا يکاد يخلو منه کتاب، فهو منتشر من حيث التطبيق، ومنه المقبول ومنه المردود، ومنه القريب، ومنه البعيد المتقول به على القرآن، وبرزت صور الانحراف بتحميل نصوص القرآن مالا تحتمل من المعاني البعيدة، سواء أکانت من قبيل الباطن، أو الإشارة، أو صور الإعجاز العلمي أو العددي ونحوها، تماماً کالتفسير الظاهر المباشر في تفاوت أقاويل المفسرين فيه قرباً وبعداً؛ لذا کانت الحاجة ماسة لوضع ضوابط تُرَدُّ إليها الجزئيات، ويرجع إليها عند استنباط معاني القرآن الخفية أو الحکم على الاستنباطات التي جرت على ألسن الناس، ونسبت إلى القرآن. والأصولُ الکلِّية لا يُستغنى عنها في العلوم الشرعية کلِّها؛ لذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت:728ه): لابد أن يکون مع الإنسان أصولٌ کلِّية تُرَدُّ إليها الجزئيات ليتکلم بعلم وعدل، ثم يعرف الجزئيات کيف وقعت؟ وإلا فيبقى في کذب وجهل في الجزئيات، وجهل وظلم في الکليات فيتولد فساد عظيم.اهـ ومن أجل ذلک کانت هذه الدراسة التي تهدف إلى تقرير ضوابط تضبط استنباط المعاني الخفية ونسبتها إلى القرآن، وتُبِين عن الاستنباطات الصحيحة المعتبرة من الفاسدة المُطَّرحة، وهذا النوع من الفهم لکتاب الله يندرج تحت الوجه الثالث من أوجه التفسير التي ذکرها ابن عباس رضي الله عنهما (ت:68ه) قال: "التفسير على أربعة أوجه : تفسير تعرفه العرب من کلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا اللّه، فمن ادَّعى علمه فهو کاذب" وهذا الفهم الذي منحه الله تعالى أهل العلم في کتاب الله تعالى بسبب حسن قصدهم في بيان القرآن، وکل ما کان الإنسان أکمل في الفهم وحسن القصد وتقوى الله تعالى کان حظه من العلم وفهم القرآن والاستنباط منه أعظم، مع إحکام المعنى الظاهر للآيات، والله يعطي فضله من يشاء، نسأل الله تعالى من فضله وإحسانه.
وإن الممعن في الدعوة الإسلامية المعاصرة يرى انتشاراً يريح الصدر، ويسر الخاطر، ويبهج النفس، ويفرح المؤمن، وينبئ بمستقبل واعد، واستخلاف محقق، بامتداد هذه الصحوة المبارکة، والرجوع إلى الله في کل مکان، وعلى مستوى الفرد والجماعة والأمة بحمد الله، ولکن حينما نتفحص هذا الانتشار الواسع يتضح أن فيه ما يکدره ويشينه في بعض جوانبه بوجود بعض الأخطاء لدى بعض الدعاة والدعوات، مما نتج عنها تفرق وتحزب، وتنافر في الأمة إلا مَنْ رحم الله. وفي خضم هذا کله أحب الباحث أن يسهم مع مشائخنا الدعاة الکرام في علاج بعض الخلل الحاصل في بعض مسيرة الدعوة، مستمدًا من کتاب الله U المنهج، والتوجيه، والتربية، واتخاذ المواقف العملية التي من شأنها بث روح التوازن بين فهم النص وتطبيقه على أرض الواقع. وکتاب الله منهج حياة للداعية، والمدعو، والدعوة، کما أنه مَعْلمٌ في طريق الدعوة يهتدي به الدعاة، ويستنير به المصلحون على مر السنين. واستشعاراً من الباحث بأهمية موضوع الدعوة إلى الله، ورغبة في العيش مع آيات التنزيل الذي نزل به أمين السماء جبريلu على أمين الأرض نبي الله محمدrمستلهمًا منه الفائدة العلمية، والمنهج الدعوي، والتوجيه الرباني، والمعالجة الصحيحة للواقع المعاصر، فقد ارتأي الباحث الکتابة في موضوع يتعلق بالدعوة إلى الله، ويرتبط ارتباطاً مباشراً بکتابه الحکيم وبالعلوم التي تتعلق به، وإذا ذکرت العلوم التي تتعلق بکتاب الله تقدمها علم التفسير الذي يبين معاني کلام الله ويفسرها ويوضحها. وقد اجتهدت قدر جهدي وطاقتي في الوقوف على منهج الدعوة في سورة السجدةدراسة دعوية مستلهماً -بعد توفيق الله تعالى- معاني الدعوة المبثوثة في ثنايا هذه السورة المبارکة، وعلى ضوء ما تقدم فقد جاء عنوان هذه الدراسة على النحو التالي: (منهج الدعوة في سورة السجدةدراسة دعوية).
إن الله تبارک وتعالى خلق الإنسان من طين، ثم نفخ فيه من روحه وجعله في قرار مکين، وقد تظاهرت الآيات القرآنية في بيان هذه الحقيقة المزدوجة في بني الإنسان، فهذا حق يجب الإيمان به، وحقيقة يجب التسليم بها، إلا أن الفطرة الإنسانية قد تنحرف عن هذه الحقيقة، ويأتي الإنسان الجهول بأفکار وتصورات بعيدة عنها، ويقف في اتجاهات مختلفة في کثير من مسائلها، وهذا ما وقع فيه دعاة الروحية المعاصرة، حيث أخذوا جانباً من الحق ومنه : وجود الروح، وتعلقها بالجسد وانفکاکها عنه حين الموت، وبقائها بعد مفارقتها له، ونحو ذلک مما جاءت به الشرائع السماوية، ولکنهم خلطوا ذلک بکثير من الباطل الذي جعلوا من قصصهم في غرف تحضير الأرواح أقوى أدلتهم على صدق دعوتهم ونشر باطلهم. فرتبوا على ذلک کثير من عقائدهم الکفرية، وبتأمل هذه الأقوال والآراء التي قالوا بها ظهر بطلانها وفسادها، وذلک من خلال النصوص الشرعية، والحجج العقلية، والبراهين العلمية، والحياة الواقعية، ولا ريب أن القصص التي ملأت کتب دعاة الروحية فيها برهان قاطع على أن ما يزعمونه في غرف تحضير الأرواح ليس إلا ضرب من الکهانة واستدعاء الجآن، وظهر بهذا خرصهم، وضلالهم، وبطلان دعوتهم.
إن الله تعالى هو المالک المتصرف في شئون الخلق يحکم بما شاء ويأمر بما شاء لما يکون في ذلک من الحکمة ، أي أنه سبحانه يأمر بالشئ لما يکون فيه من المصلحة للعباد ثم ينهي عنه لما يرى فيه من الخير لهم فهو سبحانه أعلم بمصالح عباده وما فيه النفع لهم من أحکامه التي تعبدهم بها وشرعها لهم، وقد يختلف ذلک الأمر أو النهي باختلاف الأحوال والأزمنة والأشخاص، لذا ينبغي تسليم الأمر لله تعالى ،وعدم الاعتراض عليه لأنه هو الحکيم العليم . فالتعديل الجزئي وفق مقتضيات الأحوال - في فترة الرسالة - هو لصالح البشرية، ولتحقيق خير أکبر تقتضيه أطوار حياتها. والله خالق الناس، ومرسل الرسل، ومنزل الآيات، هو الذي يقدر هذا. فإذا نسخ آية ألقاها في عالم النسيان - سواء کانت آية مقروءة تشتمل حکما من الأحکام، أو آية بمعنى علامة وخارقة تجيء لمناسبة حاضرة وتطوى کالمعجزات المادية التي جاء بها الرسل - فإنه يأتي بخير منها أو مثلها! ولا يعجزه شيء. وهو مالک کل شيء، وصاحب الأمر کله في السماوات وفي الأرض وهو العليم الخبير. وبعد ذلک التقديم نعرف النسخ في اللغة ثم في إصطلاح العلماء فنقول وبالله التوفيق.
أردت المساهمة قدر الإستطاعة في تجديد الفکر الديني ورفعته من کلِّ ما عَلَقَ به مِن أدران للوصول إلى الخطاب المنشود, فجاهدت نفسي مُحاولاً -قدر توفيق الله لي- إلتقاط فکرة هذا البحث لعلي أکون واحداً من خَدم الإسلام ورجالاته, ولم أکن أول مَن فکَّر في هذا, لکني واحد من الذين أرهقهم ضعف الخطاب الديني المُوجَّه "من حيث الفهم والعرض والتوجيه لا من حيث ذات الخطاب" -إلا ممن رحم ربي- وهم أقلَّة في عصرنا, غير أني في عرض هذه القضيَّة وتحليلها سأتحدَّث بلفظ العموم من باب التغليب. وفي الوقت ذاته لست حاملاً لسلاح الهجوم الشرس على العاملين بتوجيه الخطاب الديني, ولکني أسوق بحثي هذا للإنتصار عليه, من خلال توعية بني جِلدَتي من الدعاة والأئمة –العاملين في حقل الدعوة- بثقل الأمانة المنوطين بها, من منطلق قوله تعالى: (إِنَّا سَنُلۡقِي عَلَيۡکَ قَوۡلٗا ثَقِيلًا), فأردت مُساعدتهم ووقوفهم على بعض النِّقاط التي أراها -من وجهة نظري- تُساعد في حملة التجديد والنهوض, وتقديم فکر ديني يُواکب تحدِّيات العصر وينتصر عليها. ولن أدَّعي العصمة من الخطأ بل أقول مقالة سيدنا عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-: "فإن يک صواباً فمن الله, وإن يک خطأً فمني ومن الشيطان, والله -عز وجل- ورسوله بريئان, والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريک له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد: فقد أنزل الله کتابه هداية للناس، وخاتمة للکتب، ومهيمناً عليها، نزل به جبريل -عليه السلام- من عند الله على قلب سيد المرسلين، وخاتم النبيين- صلوات الله وسلامه عليه-. لقد کان النبي إذا نزل عليه شيء من القرآن يدعو بعض من کان يکتب له ليضع هذه الآيات النازلة في السورة التي يعينها بالتسمية حتى اکتمل القرآن. وقد تناقلت کتب التفسير والسنة وعلوم القرآن تسميات عدة لهذه السور حتى قاربت - فيما وقفت عليه – مئتين وتسعين اسماً. والسؤال الملح هل کانت أسماء سور القرآن الواردة في کتب التفسير والسنة وعلوم القرآن توقيفية أم اجتهادية؟ ولم يفت مثل هذا السؤال المعتنون بالتفسير وعلوم القرآن، فيقول الزرکشي -رحمه الله-: (( ينبغي البحث في تعداد الأسامي هل هو توقيفي، أم بما يظهر من المناسبات؟ )). ولذا اخترت تسليط الضوء بحثاً ودراسة على هذه المسألة بعنوان:" تسمية سور القرآن بين التوقيف والاجتهاد " فأسأل الله التوفيق والإعانة.