منهج التحري والإنصاف عند أئمة الجرح والتعديل في نقد الرواة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المشارک بقسم القرآن الکريم والدارسات الإسلامية کلية العلوم والآداب - جامعة طَيْبَةَ - المدينة المنورة تخصص الحديث وعلومه - کلية أصول الدين جامعة الأزهر – القاهرة

المستخلص

الحمد لله وَلِىِّ الحمد والتوفيق، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الهادى إلى أقوم طريق، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد فعلمُ الجرح والتعديل من أخطر العلوم؛ إذ إنه البوابة التى يمر من خلالها رواة السنة النبوية ومروياتهم، فهو خادم لکل العلوم – الحديث، والفقه، والتفسير، والقراءات، واللغة ... - وحاکم عليها فى الوقت نفسه. وعليه فقد خضع جهابذته إلى متابعة شديدة وغربلة لأحکامهم الصادرة ووضعها تحت مجهر النقد والتقييم من بعضهم لبعض، ومن غيرهم ممن لهم دراية بذلک الفن فالفَوهَا (أحکامهم) تتسم بالدِّقة والتحرى والإنصاف والعدل؛ حتى ولو على أنفسهم فى الأعم الأغلب، فالعصمة عنهم منتفية، وغايتهم فى ذلک حماية النُّصوص المقدسة من التزوير والوضع والتحريف والتغيير ... مستخدمين فى عملهم هذا ميزان الاعتدال الذى راعى المنهج المنضبط فى الجًرح والتعديل، فإذا ما عُثر من شخص على ما يُسقط عدالته من کذب أو فسق أو تدليس أو نحوها؛ طرح حديثه ولا کرامة، وفى المقابل تُقبل رواية أصحاب الأهواء طالما کانوا صادقين.
هذا وغيره صدر عن منهجٍ علمى رصينٍ لا مجال فيه للتَّخَرُص، أو المکاشفة، أو الرؤى المنامية، أو العلم اللَّدنى، أو التأويلات.
أهمية وسبب اختيار موضوع البحث:
1 – رَفْعُ الملَامِ عَنِ الأَئِمَّةِ الأَعْلَامِ مما اتهموا به من: اتباع الهوى، والتعصب، والاعتساف فى حکمهم على الرواة.
2 - أن منهج الإِنْصَافِ والتَّحَرِّى عند علماء الجرح والتعديل بلغ الغاية فى الکمال، فهو مثال للاحتذاء والتطبيق.
3 - الوقوف على الأسباب المانعة من الإنصاف والتَّحرى حتى يمکن الوقاية منها واجتنابها.
4 - قِلَّةُ الدراسات السابقة حول هذا الموضوع، فأحببت أن أسهم بجهدى المتواضع فى الذود عن حياض هذا العلم.

الكلمات الرئيسية