الإعداد الاجتماعي للدعاة وأثره في الدعوة إلى الله

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

بکلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق، جامعة الأزهر

المستخلص

إن نجاح أي عمل يستلزم الإعداد له إعدادا يتناسب مع مکانته وأثره، والدعوة إلى الله لا ينافسها عمل آخر في مکانتها وعظيم أثرها في الدنيا والآخرة.
ومن هنا کانت الحاجة ماسَّةً ومُلِحَّة لتناول موضوع إعداد الدعاة بين الحين والآخر، تناولا شاملا لکافة جوانب الإعداد؛ تذکيراً بأهمية إعدادهم باعتبارهم العنصر الفعال والمؤثر في الدعوة إلى الله، ومتابعةً لما تم إنجازه من توصيات سابقة خاصة بهذا الموضوع، ومواکبةً للمستجدات التي ينبغي أن يواکبها الدعاة إلى الله تعالى، وتراعيها المؤسسات الدعوية في عملية إعداد الدعاة.
يقول الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله -: " إن تکوين الدعاة يعني تکوين الأمة، وأثر الرجل العبقري فيمن حوله کأثر المطر في الأرض، وأثر الشعاع في المکان المتألق، والأمم العظيمة ليست إلا صناعة حسنة لنفر من الرجال الموفقين، ومن ثمَّ فإن سبيل النهضة الناجحة لا يتمهد إلا إذا استطعنا بناء جماعات من الدعاة تکون بمثابة طلائع من النور في أمة طال عليها الليل، وبوادر اليقظة في أمة تأخر بها النوم ". 
إن الاهتمام بإعداد الدعاة ينبغي أن يتناسب مع جليل رسالتهم، وعظيم آثارهم، " فالداعية هو العامل الفَذُّ الذي ينفرد بالتأثير والتوجيه في عملية الدعوة، إذ لا يشارکه في ذلک – عادة – منهج موضوع ، ولا کتاب مقرر، ولا جو، ولا إدارة، ولا توجيه، کما هو الحال في مؤسسات التربية والتعليم.
فالداعية وحده – في غالب الأمر – الإدارة والتوجيه، والمنهج والکتاب، والمعلم، وعليه وحده يقع عبء هذا کله.


 

الكلمات الرئيسية