اثر العلماء المجاورين في التأثير على الحياة العلمية والاقتصادية في مکة في العصر المملوکي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية بالجبيل جامعة الدمام

المستخلص

لقد حفظت لنا المصادر التاريخية المعاصرة لهذه الفترة عدداً لا يستهان به من المجاورين الذين جمعوا بين العبادة وفعل الخيرات، وبالتالي التخفيف على أهالي الحجاز من الأزمات التي کانت عادة ما تعصف بهم وتؤثر عليهم.
1- أثر العلماء المجاورين في إثراء الحرکة العلمية في المجتمع المکي:
کان العلماء يفدون إلى مکة المکرمة من جميع الأقاليم الإسلامية؛ ليلبوا داعي الله ويؤدوا الفريضة التي أمرهم بأدائها.
قال تعالى { وَأَذِّن فِى ٱلنَّاسِ بِـﭑلْحَجِّ يَأْتُوکَ رِجَالاً وَعَلَىٰ کُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن کُلِّ فَجٍّ عَميِقÇÈلّيَشْهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ وَيَذْکُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِىۤ أَيَّامٍ مَّعْلُومَـٰتٍ... }.
لذلک أصبح موسم الحج فرصة ثمينة للقاء العلماء والفقهاء من کافة الأقطار الإسلامية کافة, لأنهم کانوا يتدارسون العلوم المختلفة فيما بينهم, ويأخذون عن بعضهم کثيراً من العلوم المتنوعة, کالتفسير والحديث والفقه والعربية, ثم يعود أکثر هؤلاء العلماء إلى بلادهم وهم يحملون معهم ما وجدوه بمکة من کتب وعلوم ومعارف وأحاديث کانت لهم من أغلى الکنوز وأندر الجواهر التي يمکن أن يحملها معه الشخص عند عودته إلى موطنه, أما بعض هؤلاء العلماء، فکان يفضل الإقامة والبقاء بجوار بيت الله الحرام.
 ومن هنا نشأ ما عُرف في التاريخ الإسلامي باسم المجاورة, فکانت الغاية من هذه المجاورة الانقطاع والعبادة والطاعة وطلب العلم والمعرفة بجوار بيت الله الحرام.
ولقد کان لهؤلاء المجاورين دورهم المؤثر والملموس وأثرهم العلمي الکبير بمکة المکرمة حيث أسهموا بشکل إيجابي في النهوض بالحرکة العلمية الموجودة بها, وهذا جعل مکة المکرمة في تلک المدة تصبح واحدة من البلدان التي تُشد إليها الرحال لطلب العلم, وتقصي المعرفة.


 

الكلمات الرئيسية