المعاني الخفية حقيقتها وضوابط تفسير القرآن بها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية جامعة جازان

المستخلص

إن ستنباط المعاني الخفية منتظم مع بيان المعاني الظاهرة في کتب التفسير عبر عصور التأليف فلا يکاد يخلو منه کتاب، فهو منتشر من حيث التطبيق، ومنه المقبول ومنه المردود، ومنه القريب، ومنه البعيد المتقول به على القرآن، وبرزت صور الانحراف بتحميل نصوص القرآن مالا تحتمل من المعاني البعيدة، سواء أکانت من قبيل الباطن، أو الإشارة، أو صور الإعجاز العلمي أو العددي ونحوها، تماماً کالتفسير الظاهر المباشر في تفاوت أقاويل المفسرين فيه قرباً وبعداً؛ لذا کانت الحاجة ماسة لوضع ضوابط تُرَدُّ إليها الجزئيات، ويرجع إليها عند استنباط معاني القرآن الخفية أو الحکم على الاستنباطات التي جرت على ألسن الناس، ونسبت إلى القرآن.
والأصولُ الکلِّية لا يُستغنى عنها في العلوم الشرعية کلِّها؛ لذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت:728ه): لابد أن يکون مع الإنسان أصولٌ کلِّية تُرَدُّ إليها الجزئيات ليتکلم بعلم وعدل، ثم يعرف الجزئيات کيف وقعت؟ وإلا فيبقى في کذب وجهل في الجزئيات، وجهل وظلم في الکليات فيتولد فساد عظيم.اهـ
ومن أجل ذلک کانت هذه الدراسة التي تهدف إلى تقرير ضوابط تضبط استنباط المعاني الخفية ونسبتها إلى القرآن، وتُبِين عن الاستنباطات الصحيحة المعتبرة من الفاسدة المُطَّرحة، وهذا النوع من الفهم لکتاب الله يندرج تحت الوجه الثالث من أوجه التفسير التي ذکرها ابن عباس رضي الله عنهما (ت:68ه) قال: "التفسير على أربعة أوجه : تفسير تعرفه العرب من کلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا اللّه، فمن ادَّعى علمه فهو کاذب" وهذا الفهم الذي منحه الله تعالى أهل العلم في کتاب الله تعالى بسبب حسن قصدهم في بيان القرآن، وکل ما کان الإنسان أکمل في الفهم وحسن القصد وتقوى الله تعالى کان حظه من العلم وفهم القرآن والاستنباط منه أعظم، مع إحکام المعنى الظاهر للآيات، والله يعطي فضله من يشاء، نسأل الله تعالى من فضله وإحسانه.


 

الكلمات الرئيسية