طرق تدريس القرآن الکريم (التلاوة و التفسير و والحفظ)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية أصول الدين جامعة أم درمان الإسلامية

المستخلص

إن القرآن الکريم هو معجزة الله تعالى الخالدة، التي أنزلها على خاتم أنبيائه ومرسليه عليهم السلام أجمعين، ليخرج بها الناس من الظلمات إلى النور، ومن الشرک إلى الهدى، والقرآن الکريم هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وهو أفضل الذکر يتعبد به المسلمون في صلاتهم وفي تلاوتهم قربة إلى الله ، ويتحاکمون إليه في المحيا والممات.
وتدريس القرآن وتعلمه شرف عظيم، وغاية عليا لا ينالها إلا من نال فضلاً من الله ورحمه، وتدريس القرآن شرف لمن يدرسه بإضافته إليه؛ ما نال المسجد شرفه من إضافته إلى المولى (بيت الله) (ومعلم القرآن). والقرآن الکريم تعلمه وحفظه من أوجب الواجبات، وکذلک تدريسه، وطرق تدريسه؛ لأنها مکملة لذلک. وما لا يتم الواجب به فهو واجب کما يقول: علماء الأصول ولما تقدم يرى الباحث ضرورة تقديم بحث قصير، يوضح الکيفية التي تعين معلم القرآن على تدريسه، وطرق حفظه، ويأتي هذا البحث في مقدمة، ومقدمة منهجية توضح أهميته، وأهدافه، والمناهج التي تسلک لتعلم طرق تدريس القرآن الکريم، ويرى الباحث أنه ليس في حاجة للبحث عن الأدلة التي توضح ما ذهب إليه في بداية التقديم، فأفضال القرآن الکريم، وما يناله مَنْ يتعلمه ومن يعلمه کثيرة.
قال رسول الله : (خيرکم من تعلم القرآن وعلمه). وقوله  أيضاً:( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون کتاب الله ، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السکينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائکة، وذکرهم الله فيمن عنده) ، وغير هذين النصين فالنصوص کثيرة، وأقوال العلماء في ذلک کثيرة منها قول ابن خلدون: وأعلم أن تعليم الولدان للقرآن شعائر من شعائر الدين، أخذ به أهل الملة، ودرجوا عليه في جميع أمصارهم، لما سبق فيه إلى القلوب من رسوخ الإيمان، وعقائده من آيات القرآن وبعض متون الأحاديث، وصار القرآن أصل التعليم الذي ينبني ما تحصل بعدمه من الملکات، وسبب ذلک أن التعليم في الصغر أشد رسوخاً، وهو أصل لما بعده، لأن السابق الأول للقلوب کالأساس للملکات، وعلى حسب الأساس وأساليبه يکون حال من ينبني عليه. هذا ونسأل الله أن يوفقنا للتوصل لانتقاء أهم الطرق لتعليم القرآن الکريم تلاوة، وتفسيراً وحفظاً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


 

الكلمات الرئيسية