منهج الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في أشراط الساعة دراسة نقدية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم

المستخلص

إن الإيمان بالساعة من الإيمان باليوم الآخر الذي أطبقت عليه جميع الرسالات الإلهية، ونطقت به جميع الکتب السماوية
ومن رحمة الله بعباده أن نصب بين يدي الساعة علامات، ودلل عليها بأمارات، ليزداد الذين آمنوا إيمانًا، ويستعدوا للملاقاة.
ولم يزل أهل الإسلام يعتنون بتحقيق هذا الباب وتحريره، ويصنفون فيه الکتب والأجزاء، ويدرجونه في المسانيد، والمعاجم، والسنن، والصحاح، وفي متون الاعتقاد؛ نثرًا ونظمًا، حتى بات کثير من مسائله بمنزلة المعلوم من الدين بالضرورة.
ولمَّا کانت النفوس مجبولة على استشراف المستقبل، واستطلاع الغيب، تعلقت بمعرفته. وربما شاب هذا العلم ما شاب غيره من الأبواب؛ من أحاديث ضعيفة أو موضوعة، أو فهوم قاصرة أو موهومة. غير أن الاعتصام بالکتاب والسنة، وفهم سلف الأمة، رکن شديد، ومهيع رشيد، ينفي زغلها، وينصع طيبها.
ولقد کان العالم الرباني، الفقيه، المفسر، الأصولي، الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (1307-1376هـ)، رحمه الله، شامةً في جبين القرن الرابع عشر الهجري، لمشارکاته المتنوعة في علوم الدين، وسيرته العطرة في الشفقة والنصح للمسلمين. وقد عاصر حقبةً من الدهر اتسمت بتحولات فکرية، وسياسية، ومعيشية کبرى، شهدت حربين عالميتين، واحتلالًا لمعظم ممالک المسلمين، وانفتاحًا على مخترعات وصناعات لم تکن مألوفة لعموم الناس، صاحبها هجمة إلحادية اکتسحت عقول کثير من المفتونين المبهورين بحضارة الغربيين المنتصرين. فکان له، رحمه الله، يد تُمسِّک بالکتاب، وصوت يثبِّت الألباب. وقد تخطى حدود بلدته، واتصل بعلماء البلاد الإسلامية، وطالع المطبوعات، وتابع الماجريات، واجتهد في دفع الإلحاد، وأخذ بحُجَز کثير من معاصريه عن الوقوع في مهاوي الضلال، والانسياق خلف دعاوي التحرر والتمدن والانفلات. بل حاول، رحمه الله، توظيف المستحدثات والمستجدات لشد معاقد الدين، وتقوية آصرة اليقين.

الكلمات الرئيسية