الوسطية في القرآن الکريم دراسة موضوعية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

إن من نعم الله على هذه الأمة وتشريفه لها أن جعلها أمة وسطاً خياراً عدولاً
فهي خير الأمم التي أخرجت للناس، وقد وصفها المولى عز وجل وشهد لها بذلک

وأنزل عليها أشرف کتبه، وجعله مهيمناً على الکتب قبله شاملاً لخير ما جاءت به: بهذا القرآن الکريم، وهذا الرسول شرفت هذه الأمة، وبمتابعتهما والإهتداء بهديهما کانت خير الأمم، وأوسطها، وأعدلها.
وکان أسعد هذه الامة باتباعها، وأحرصهم على هديهما قولاً، وعملاً، واعتقاداً، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تابعوهم، ثم التابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين.
فهؤلاء هم خيار الأمة، ثم يلحق بهم کم من کان على مثل ما کانوا عليه من الهدى، والتمسک بکتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في کل مکان وزمان، فهؤلاء جميعاً خيار هذه الأمة، وأوسطها، وأعدلها.
فإنه بعد انتقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه، ومضي عصر الخلافة الراشدة بدأ في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- رضي الله عنه –ظهور التفرق، والاختلاف، فخرجت الخوارج ببدعها، وظهرت الشيعة بغلوها وفتنها، ثم توالى ظهور البدع، وتکونت الفرق، وتوارثت الأجيال کثيراً من الانحرافات العقدية، والسلوکية، وغيرها، وابتعدت عن منهج الاعتدال والتوسط الذي رسمه القرآن الکريم، ومارسه في الحياة سيد المرسلين، فإن المتدبر في الواقع الذي تعيشه الأمة اليوم يرى فرقاً شاسعاً في أهدافها، واختلافاً في منطلقاتها، وغاياتها، ويرى الإفراط، والتفريط، والغلو، والجفاء، والإسراف، والتقتير في عموم الأمة.وبين هؤلاء، وأولئک وقفت فئة تقتفي الأثر، وتصحح المنهج، وتقود الناس إلى الصراط المستقيم على منهج أهل السنة والجماعة، وسلف الأمة، وينفون عن هذا الدين غلو الغالين، وانتحال المبطلين، وتفريط الکسالى، والمرجئين، والزائفين، ووسط الواقع المؤلم، والاضطراب المهلک تشتد الحاجة إلى إرشاد الأمة إلى الصراط المستقيم، والمنهج الوسط والقويم، لإنقاذها من کبوتها وإيقاظها من رقدتها، وتذکير الدعاة والمصلحين بالمنهج الحق، والطريق البين الواضح


 

الكلمات الرئيسية