آراء أبو إسحاق النَظّام حول القرآن الکريم "عرض ونقد"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية -جامعة جده

المستخلص

إن القرآن الکريم هو کلام الله القديم المعجز، وهو کلام رب العالمين نزل به الروح الأمين على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد لهداية الناس أجمعين، وقد جاء معجزة خالدة تحدى بها الإسلام العرب فعجزوا عن مجاراتها فيما حوت من إعجاز في نظمها وأسلوبها، وما اشتملت عليه من روائع الشرائع والحکم والعلوم والأمثال. 
وإعجاز القرآن بأي وجه من الوجوه، لأن إعجازه حقيقة ثابتة، وقضية واضحة وضوح الشمس، منذ أن نزل القرآن على النبي -r-، معجزة کبرى تحدى بها البلغاء والحکماء وأهل الکتب السماوية، فعجزوا عن تحديها وأقروا بصدقها وتساميها، قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَکِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَکِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 41، 42]وقال تعالى: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ کَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [الإسراء: 88].
والذي دفعني لاختيار الموضوع عدة أسباب من أهمها ما يأتي:
من البدهيات أن الأطروحات النظرية لم ولن تأتي لأي باحث من دون وجود دافع محدد أو عدة دوافع، وهذه الأطروحة التي نحن بصدد دراستها سبقتها عدة دوافع، بعضها موضوعي والآخر ذاتي، أما الأول: فيرجع لطبيعة الموضوع وأهميته، وبخاصة أن الفکرة لم يتناولها أحد من الباحثين کفکرة مستقلة لها بدء ونهاية، فضلاً عن أن الفکرة في حد ذاتها تحتاج إلى دراسة وبحث وتمحيص، أما ونحن قد أفدنا من التقدم العلمي الملحوظ في شتى الميادين فيجب تناول الفکرة وفق منهج علمي بناء ممهور بالتقنيات المتقدمة التي تثبت صدق الفکرة من عدمه، أما الثاني: فيرجع إلى إعجابي بالفکرة بصفة عامة وبخاصة ونحن نتناول أحد رجال المعتزلة، سواء اتفقت معهم أو اختلفت في أي ناحية من النواحي.

الكلمات الرئيسية