تکرار تلاوة الآيات أسبابه وأثره في تدبر القرآن الکريم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة طيبة کلية الآداب والعلوم الإنسانية المدينة المنورة

المستخلص

الحمد لله القائل : { تَبَارَکَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَکُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا } [الفرقان: 1] أحمده حمداً کثيراً أن جعل القرآن الکريم مهوى أفئدة المتدبرين الذي فتح الله عليهم به بعد أن دلهم سبحانه وتعالى عليه فقال جل شأنه {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ کَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا کَثِيرًا } [النساء: 82] والصلاة والسلام على النبي الأمي الکريم محمد بن عبد الله القائل : " تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها "أما بعد : 
فإن القرآن الکريم کمال إلهي مطلق وبحر لا ساحل له ، انزل إلى الناس ليتعرضوا له بالقراءة والفهم والمدارسة والتدبر جيلا بعد جيل ، ولا شک أن الغاية من إنزال القرآن الکريم هو التدبر والتفهم، قال الله تعالى {کتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْکَ مُبَارَکٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَکَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29] فهو ليس کلاماً مجرداً عن المعاني أو طلاسمَ لا تفهم ، ولذلک فخيرُ سبيل لحفظه معرفة معانيه، وفَهْم مراد الله تعالى من الآية . ولا شک أنه کلما ازداد فَهْم الإنسان لمعاني القرآن سهل عليه حفظها وإتقانها، وکتاب الله تعالى لا يملّه من تدبّره وتأمله .
 کان بعض السلف إذا قام في الصلاة لا يدري بمن حوله، وإذا قرأ الآية ربما رددها الليل کله، کما جاء عن عثمان رضي الله تعالى عنه أنه قام ليلة بـ
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } [الإخلاص:1]، وابن عباس 
قام ليلة بقوله تعالى: { وَجَاءَتْ سَکْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِکَ مَا کُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ } [ق:19]، وعن عکرمة أنه قام بهذه الآية في سفر يرددها ويبکي حتى طلع الفجر، فهؤلاء ذاقوا حلاوة المناجاة مع الله.
ويرى العلماء أن الهدف من تکرار تلاوة الآية أو الآيات هو التوقف لاستحضار المعاني ، وکلما کثر التکرار کلما زادت المعاني التي تفهم من النص ، وفي هذا البحث  تقوم الباحثة بدراسة موضوع تکرار تلاوة الآيات أسبابه وأثره في تدبر القرآن الکريم .


 

الكلمات الرئيسية