إرادة الإنسان بعمله الدنيا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الاميرة نورة بنت عبد الرحمن

المستخلص

إرادة الإنسان بعمله الدنيا إن الله -سبحانه وتعالى- قد أمرنا أن نعمل ابتغاء وجه الکريم، وأن نريد الدار الآخرة بهذه الأعمال الصالحة، فقال -عز وجل-: (فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا وَمَا لَهُ في الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ* وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) 200-201 ﮌ ^.وهناک من يريد بعمله ثواب الدنيا ولا يرجو ما عند الله، وقد قال الله تعالى: (مَّن کَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ) 
النية محط نظر الله من العبد، والعباد يبعثون على نياتهم، فالنية هي نواة الصلاح وبذرة القبول، وأعمال العبادِ مرهونة بصلاح النوايا، وحظ العامل من عمله نيته، فإن کانت صالحة فعمله صالح وله أجره، وإن کانت فاسدة فعمله فاسد وعليه وزره، وصلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية.
فإنه لا حياة للقلوب ولا سعادة ولا استقرار إلا بإخلاص النبة لله تعالى، ولکن يطيب لنا أن نقول لمن اجتهد للسعادة بغير الاخلاص بهذا القول الطيب:
إذا لم يکن من الله عون الفتى                                            فأول ما يجني عليه اجتهاده
وبقدر ما ينشغل العقل في إيجاد السعادة بغير الاخلاص لله تعالى، بقدر ما يشقى صاحبه ويتعذب.
ولأهمية النية وجلالة قدرها، لابد ان نوضح أصناف الناس فيها، فمن الناس من کانت نيته لله والدار الآخرة فتاتيه الدنيا تباعا، ومنهم من کانت نيته لله والدار الآخرة والدنيا فهو يطلب الحسنيين، ولکن هناک من کان همه الدنيا فيعمل العمل الصالح ولا يريد به وجه الله وهذا قد يوقعه بما يناقض کمال التوحيد أو ابتداع بالعمل الشرعي على غير الهيئة التي أمر الله بها، کأن يقرأ سورة البقرة بنية الزواج.
ولأهمية هذا الموضوع وخطره على العقيدة، اردت ان ابحث في هذا الموضوع وعنونته " إرادة الإنسان بعمله الدنيا ".

الكلمات الرئيسية