فقه الإمام عبد المغني المقدسي رحمه الله في الدعوة إلى الله

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة طيبة بالمدينة المنورة

المستخلص

فإن الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم الواجبات قال سبحانه: لَقَدْ کَانَ لَکُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ کَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَکَرَ اللَّهَ کَثِيراً، ومن أراد حسن الاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام واتباعه فيما کان عليه صلى الله عليه وسلم، وفقه ما أمر به، وما نهى عنه، فلابد له من فهم صحيح لأوامره ونواهيه، وفقه لما کان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتحقق ذلک إلا باتباع لما کان عليه الصحابة والتابعون ومن سار على هداهم من علماء السلف رضي الله عنهم.
ومعرفة أحوالهم وأخبارهم وما يدعون إليه، وما کانوا عليه، وکيفية تطبيقهم للسنة النبوية، وکيفية دعوتهم إليها، وأساليبهم ووسائلهم في ذلک، وأخذ الدروس والعبر في الدعوة إليه سبحانه، وهذا متيسر بإذن الله من خلال النظر في سير أولئک العلماء الأجلاء.
إن العلماء هم ورثة رسول الله صلى الله وسلم، کما أرشدنا عليه الصلاة والسلام بقوله: (إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر، وکلما کان هناک عناية من الباحثين بسير علماء السلف، ودراسة لما فيها من أخبار ومواقف، کان الاقتداء بهم، أيسر معرفة وتطبيق لمن يريد المضي على سننهم، واقتداء والتأسي بهم، ليحصل له بذلک حسن التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم.
فعلماء السلف هم خير من فقه دين الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا کله رأيت کتابة بحث مختصر في بيان جهود أحد سادات علماء السلف، والذي کان عالما ربانيا داعية إلى الله بقوله وفعله وجميع أحواله، متبعا، إنه الحافظ الحافظ عبد الغني المقدسي الحنبلي رحمه الله ورضي عنه، راجياً الله أن يکون هذا البحث عونا للدعاة وطلاب العلم، وعامة المسلمين في حسن التأسي بعلماء السلف، ومنهمهذا الجهبذ الثقة الثبت، الذي نافحعن السنة ومعتقدالسلف وتحمل في ذلک بلاءً ومحنا، وترک من بعده علمانافعا من کتب ومؤلفات ورسائل، کما ترک سيرة عطرة، يستفيد منها کل من أراد أن يتصدى للدعوة إلى الله بحکمة وعلم، سائلا الله سبحانه وتعالى أن يتقبل هذا الجهد، وينفعني والقراء به، إن ربي سميع الدعاء.


 

الكلمات الرئيسية