انحـراف العلمــاء أسبـــابـــه وآثـــاره في القــرآن الکريـــم دراسة موضوعية تأصيلية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الملک خالد – أبها

المستخلص

القرآن الکريم حجة الله البالغة، ورسالته الخاتمة، أنزله هدىً ونوراً، ومن بيان القرآن الکريم وهداياته للتي هي أقوم؛ تصحيح المفاهيم الخاطئة، وبيان سبل الانحراف التي يجب على السائر إلى الله عز وجل أن يُدرکها من شبهات وشهوات، أو ما يشوب العقول من شُبَه وأشکال، بدافع جهل وهوى؛ أو تلبيس من قِبَل شياطين الإنس والجن.
من ذلک انحراف علماء الأمة عن الصراط المستقيم، الذين طالما فتحوا على الناس أعيناً عمياً؛ وآذاناً صمَّاً؛ فإن العالم لا يقوم إلا على رکنين: طب الأديان، وطب الأبدان، وهما رکناه الأشدان، وقد کفى الله عز وجل الناس في العلماء؛ إمَّا بالموت أو بالضلال، فقال سبحانه: ﴿أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا نَأۡتِي ٱلۡأَرۡضَ نَنقُصُهَا مِنۡ أَطۡرَافِهَاۚ﴾ [سورة الرعد:41]. قال ابن عباس: "هو موت العلماء"، وکذا قاله غير واحد من السلف.
وأمَّا الضلال فهو مذکور هنا في هذه الآيات الکريمات التي نص الله تعالى علينا خبرها عن عالم من علماء بني إسرائيل، فهذا هو فَقْد العلماء حسَّاً ومعنىً، وفي الحديث؛ عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله -ﷺ- يقول: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَکِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا».


 

الكلمات الرئيسية